تعرضت أسواق المال العالمية وسوق السلع لحالة من الذعر ضربت الجميع إثر تسارع وتيرة الإصابات بمتحور فيروس كورونا الجديد أوميكرون.
وارتفعت معدلات الإصابات في أوروبا من جديد إلى مستويات قياسية بينما أعلنت بريطانيا عن 12 حالة وفاة بالمتحور الجديد جنبا إلى جنب فقد أعلنت البلاد عن الدخول في حالة الحدث الأكثر.
بينما أرجأ منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي كان مقرراً في الفترة من 17 إلى 21 يناير في دافوس السويسرية بسبب مخاوف مرتبطة بانتشار المتحوّرة أوميكرون، كما أعلن المنظمون في بيان.
ويعتزم الرئيس جو بايدن إلقاء خطاب هام جدا بشأن تحديث الحالة الوبائية في الولايات المتحدة الأمريكية تزامنا مع ارتفاع معدلات الإصابة في البلاد.
الأسواق
وذكرت منظمة الصحة العالمية أنه تم العثور على حالات إصابة بمتحور “أوميكرون” الجديد في 43 ولاية أمريكية من أصل 50، بالإضافة إلى انتشاره في 90 دولة حول العالم.
واستهلت بورصات وول ستريت تعاملات اليوم الإثنين على تراجعات حادة ونزل مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 600 نقطة نزولا بأكثر من 1.7% إلى مستويات قرب 34750 نقطة. ونزل مؤشر ستاندرد آند بورز بأكثر من 1.5% إلى مستويات 4550 نقطة، بينما تراجع مؤشر ناسداك في حدود 200 نقطة إلى مستويات 149700 نقطة.
وفي أوروبا تراجع مؤشر فوتسي 100 بأكثر من 1.1% بينما انخفض داكس الألماني نحو 1.9% وتراجع كاك الفرنسي 1%.
جنبا إلى جنب تراجعت مؤشرات فوتسي (LON:LSEG) إم أي بي 1.7% وتراجع مؤشر ستوكس 600 بنحو 1.5%، بينما انخفض أيبكس 35 في حدود 0.8%.
ولم ينجح الذهب في الاستفادة من تفشي المخاوف بشأن أوميكرون أو ارتفاع معدلات التضخم، وسجلت أوقية الذهب تراجعات في حدود 10 دولار نزولا إلى 1795 دولار للأوقية ورغم أنه لا يزال يتداول قرب أعلى مستوياته خلال 18 شهر، إلا أن علامات الوهن أصابت مؤشر الدولار الذي انخفض في حدود 0.2% إلى مستويات 96.38.
وامتدت موجة التراجعات إلى العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات لتنخفض في حدود 0.019 إلى 1.389%.
وعن سوق النفط الذي أصابته مخاوف تراجع الطلب فيظل تسارع وتيرة قرارات الإغلاق التي تتخذها العديد من دول العالم لمواجهة تفشي انتقال أوميكرون الأسرع انتشارا وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وهبط خام نايمكس الأمريكي الخفيف بأكثر من 5.2% نزولا إلى مستويات قرب الـ 67 دولار للبرميل، بينما نزل في وقت سابق دون مستويات الـ 66.9 دولار للبرميل.
بينما تراجع خام برنت القياسي بأكثر من 5% نزولا إلى مستويات 69.6 دولار للبرميل والذي يعد أدنى مستوى خلال ثلاثة أسابيع.
وفي المقابل ضربت موجة التراجعات العاتية كافة العملات الرقمية الكبرى، بدءا من البيتكوين التي تتداول قرب مستويات الـ 46 ألف دولار بتراجع يقترب من 3%.
بينما نزلت الإيثريوم 3% إلى مستويات 3.8 ألف دولار، وتراجعت بينانس كوين 4% عند مستويات 514 دولار، وانخفضت سولانا 7% إلى 171 دولار.
وتراجعت كاردانو 4.5% إلى مستويات 1.2 دولار، وانخفضت أفالانش AVAX/USD وبولكا دوت Polkadot والدوجكوين Dogecoin وشيبا إينو SHIB بنسبة 4% و6% و5% و9% على التوالي.
أعلنت منظمة التجارة العالمية أن الاتجاه العالمي لتجارة البضائع انخفض بحوالي 0.8% في الربع الثالث من 2021 وقالت المنظمة في تقرير صادر الإثنين إن حجم التجارة خلال الفترة من يوليو وحتى سبتمبر تراجع بفعل الاضطرابات في سلاسل الإمدادات، ونقص مدخلات الإنتاج وزيادة حالات الإصابة بفيروس “كورونا”.
وعلى الرغم أن التقرير شدد على أنه من الممكن تحقيق مستهدف النمو في 2021 من الناحية النظرية، لكن ظهور “أوميكرون” أدى إلى انعكاس ميزان المخاطر نحو الاتجاه الهبوطي مما عزز احتمالات حدوث نتائج سلبية.
وخفض “جولدمان ساكس (NYSE:GS)” توقعاته لأداء اقتصاد الولايات المتحدة عن الربع الأول والثاني والثالث من 2022، بعدما أبدى السيناتور الديمقراطي “جو مانشن” رفضًا لمشروع الرئيس الأمريكي “جو بايدن” للإنفاق الاجتماعي وأكد المصرف الأمريكي في مذكرة للعملاء أنه لم يعد يتوقع تمرير مشروع قانون “إعادة البناء بشكل أفضل” والذي تبلغ قيمته 1.7 تريليون دولار عبر الكونجرس بعد هذا الرفض.
ويتوقع “جولدمان ساكس” نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنحو 2% في الربع الأول من 2022، مقارنة بالتوقعات السابقة عند 3%، فيما يتوقع نمو الاقتصاد 3% في الربع الثاني من العام المقبل، مقارنة بالتوقعات السابقة عند 3.5%.
وأوضح البنك أن “أوميكرون” سوف تؤدي على الأرجح إلى تحول الاهتمام السياسي مجددًا نحو القضايا المرتبطة بالفيروس، والابتعاد عن الإصلاحات طويلة الأجل.
وخفض المصرف الأمريكي توقعاته للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث من 3% عند 2.75%، ويرى “جولدمان ساكس” أن التضخم قد يبلغ مستوى 7% في الأشهر القليلة المقبلة، قبل أن يبدأ في التراجع.
