اللغات المتداولة

تنتمي اللغات الأوروبية إلى اللغات الهندوأوروبية، وهي أكبر المجموعات اللغوية، ولا يعرف أين نشأت اللغات الهندوأوروبية الأولى، الا أنها على الأرجح بدأت في الإقليم الشمالي للبحر الأسود حيث عاشوا هنالك في سنة 2500 ق.م ، وانتشرت في أوروبا في أعقاب انتشار تلك القبائل في أوروبا.

وللغات الهندوأوروبية ثلاثة فروع رئيسية في أوروبا:

البلطية والسلافية: وتتحدث بها معظم شعوب أوروبا الشرقية وهي تشمل البلغارية والروسية.

الجرمانية: هي بصفة رئيسية لغات دول أوروبا الغربية الشمالية كالدنماركية والإنجليزية والألمانية والسويدية.

الرومانية: وهي لغات تشمل اللغة الفرنسية والإيطالية والاسبانية.

الدين

تعد الديانة المسيحية الدين الرئيس في قارة أوروبا، وبعد دخول المسيحية في أوروبا أصبحت أكبر الديانات من حيث عدد معتقديها وأكثرها أثرا ونفوذا.

ومعظم مسيحي أوروبا من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، ويعيش الكاثوليك بصفة رئيسية في الأقاليم الجنوبية من أوروبا الغربية، وفي المناطق الشمالية من أوروبا الشرقية.

أما بقية المسيحيين في أوروبا فيتبعون الأرثوذوكسية والبروتستانتية، ويعيش أضاء الكنيسة الأرثوذوكسية الشرقية بصفة رئيسية في اليونان، والجزء الأوروبي من الاتحاد السوفييتي السابق، ودول غربي أوروبا الجنوبية.

فيما تعد البروتستانتية هي الدين الرئيسي لمعظم الدول الشمالية في غربي أوروبا.

وينتشر الإسلام في أوروبا حيث يوجد عدة ملايين من المسلمين الذين يتواجدون بكثرة في دول الجنوب الشرقي لأوروبا كألبانيا وتركيا (الأوروبية) وفي البوسنة والهرسك، كما يوجد في القارة العديد من اليهود الذين يعيشون في معظم أجزاء القارة.

تقسيم دول القارة الى خمس مجموعات حسب الكثافة فيها

المجموعة الأولى:

هي الدول كثيفة السكان والتي تتجاوز فيها الكثافة عن 26 ألف نسمه/كم مربع وتشمل إمارة موناكو بجنوب فرنسا على البحر المتوسط.

المجموعة الثانية:

تتكون من الدول ذات كثافة متوسطة تتراوح بين 1000- 4000 نسمه/كم مربع وتشمل على دولة واحدة وهي مالطة.

المجموعة الثالثة:

وهي الدول ذات الكثافة منخفضة نسبيا بين 400 – 1000 نسمه/ كم مربع وتمثلها سان مارينو.

المجموعة الرابعة:

دول منخفضة الكثافة وتترواح بين 100 – 400 نسمه/كم مربع وتضم 18 دولة وهي ألبانيا، وإيطاليا، ولتشنتاين، ولكسمبورج، والدنمارك، وسلوفاكيا، وسويسرا، والبرتغال، والمجر، وبلجيكا، والتشيك، ويوغوسلافيا السابقة، وهولندا، وبولندا، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا.

المجموعة الخامسة:

وهي تنخفض فيها الكثافة السكانية انخفاضا شديدا يقل عن 100 نسمه/كم مربع وهي أدنى معدل لها في القارة وتضم 20 دولة وهي أيسلندا، وأستونيا، وسلوفينيا، مقدونيا، ولاتفيا، وأيرلندا، ولتوانيا، والبوسنة والهرسك، وكرواتيا، والنرويج، وفنلندا، والنمسا، وبلغاريا، والسويد، وبلاروسيا، واليونان، واسبانيا، وأوكرانيا، وروسيا.

توزيع السكان وكثافتهم في قارة أوروبا

يتفاوت الوضع السكاني على مستوى المناطق الرئيسية في أوروبا في منتصف عام 2010 ويرجع ذلك الى الظروف الطبيعية كالتضاريس والمناخ والتربة، وأخرى بشرية ترتبط بالتطور التكنولوجي ومدى التقدم الزراعي والصناعي، وتعكس الخريطة السكانية لأوروبا صورة غير منتظمة لتوزيع السكان في بيئات القارة، وأرجائها المختلفة، حتى في إطار الحدود السياسية للدولة الواحدة، فبينما توجد في القارة مناطق خالية من السكان فإنه توجد بها مناطق شديدة الكثافة. ويمكن أن نميز بين أربع مستويات لمناطق الكثافة العامة للسكان على النحو التالي:

مناطق شديدة الانخفاض في كثافتها:

يتوزع القسم الأكبر من هذه المناطق الى الشمال من دائرة عرض 66.5 وتشمل إقليم التندرا حيث الحرارة منخفضة طوال العام والتربة متجمدة لا تسمح بنشاط زراعي او رعوي على نطاق واسع. ومعظم السكان هنا من قبائل اللاب يضاف إليهم عدد من سكان المستعمرات الروس التي أقيمت لأغراض البحث العلمي واكتشاف المعادن، وتنخفض الكثافة في هذه المناطق انخفاضا شديدا قد يصل لأقل من شخص واحد لكل كيلو متر مربع.

المناطق المنخفضة الكثافة:

يبلغ متوسط الكثافة العامة للسكان هنا حوالي 25 نسمة لكل كم مربع، ويمكن تتبعها على الخريطة السكانية للقارة لتشمل نطاقا متصلا يبدأ من شرقي نهر الأودر في اتجاه شمالي شرقي حتى جبال الأورال، ونطاق اخر يبدأ من شمال بحر قزوين في اتجاه شمال شرق ليلتقي بالنطاق الأول، وترجع قلة الكثافة هنا الى انتشار تربة البودزول التي لا تصلح للزارعة كثيرا، أما انخفاض الكثافة في النطاق الثاني هنا فيعود على انتشار المستنقعات وانخفاض معدل النمو السكاني.

المناطق المتوسطة الكثافة:

تنتشر هذه الكثافة في المناطق الزراعية إي التي يغلب عليها الطابع الريفي، فالمساحة المنتجة بها تبلغ 85% من مجموع مساحتها الكلية، وتشمل هذه المناطق في كل من ريف فرنسا وسهل المجر ومناطق انتشار تربة اللويس، حيث يعتمد أكثر من 40% من سكان هذه المناطق على الزراعة فتصل الكثافة هنا أكثر من 200 نسمة كم مربع.

عدد السكان في قارة أوروبا

يقدر عدد سكان أوروبا بنحو 738 مليون نسمه تقريبا عام 2009 م، أي حوالي 10.8% من سكان العالم، وقد قدر عدد سكان القارة عام 1700م بنحو 100 مليون نسمة، وهذا يعني أن سكان القارة قد تتضاعف أكثر من سبع مرات خلال ثلاثة قرون وهذا يعود للأسباب التالية:

أولا. ارتفاع مستوى المعيشة نتيجة للتقدم الاقتصادي الناتج عن الثورة الصناعية، والتنمية الاقتصادية.

ثانيا. زيادة معدل المواليد.

ثالثا. قلة عدد الوفيات نتيجة لتحسن المستوى الصحي.

كل ذلك ساعد على زيادة عدد السكان، إلا أن القارة وبعد أن بلغت من التقدم الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي مبلغا كبيرا بدأت في التراجع السريع في النمو السكاني لدرجة أن معظم الدول الغربية اليوم تلقب بالدول الهرمة مثل ألمانيا، وذلك بسبب تحديد النسل.

وتحاول معظم الدول الأوروبية التغلب على هذه المشكلة المستقبلية بتشجيع الانجاب دون جدوى.

السلالات البشرية بقارة أوروبا

ينتمي معظم سكان أوروبا من الناحية الجنسية الى المجموعة القوقازية البيضاء باستثناء بعض المؤثرات المغولية تظهر بوضوح في جنوب شرق القارة في جماعات القاراق في روسيا، وجماعات المجيار التي استقرت في سهل المجر خلال القرن التاسع الميلادي. هذا ويسكن القارة عديد من السلالات أهمها:

سلالة اللاب:

مجموعة جنسية تعيش في المناطق الجبلية بالنرويج والسويد وهم يتسمون بالقامة القصيرة، والرأس العريض، وبروز عظام الوجنات.

سلالة النورديون:

سكان شمال القارة دخلت الى القارة من اسيا عن طرق بحر قزوين، وهم يتميزون بالشقرة، والرأس الطويل، والقامة الطويلة، والبشرة البيضاء والعيون الملونة والأنف الطويل والشعر الناعم.

سلالة الكلت:

سكان ايرلندا واسكتلندا وويلز، وتشبه صفاتهم الجنسية صفات النورديون، وإن كانوا يتسمون بالرأس المتوسط.

سلالة البلطيقيون الشرقيون:

سكان معظم شمال شرق وشرق القارة، ويشبه صفاتهم صفات النورديون، وإن كانوا يتميزون بالرأس العريض.

سلالة الألبيون:

دخلت هذه السلالة الى القارة من شبه جزيرة الأناضول، وتنتشر هذه السلالة مع نطاق المرتفعات الألبية التي أخذوا منها الاسم الذي يميزهم عن غيرهم من السلالات بالقارة، وهم يتسمون بالبشرة البيضاء المائلة الى السمرة، والأنف العريض، والشعر المستقيم الذي يتراوح بين المموج والمستقيم، والوجه المستدير.

السلالة الدينارية:

تظهر صفات هذه السلالة في سكان الجانب الغربي من شبه جزيرة البلقان حيث توجد جبال الألب الدينارية، وتتسم هذه السلالة بالرأس العريضة، والشعر الأسود والأنف المعقوف.

سلالة البحر المتوسط:

تنتشر هذه السلالة في البحر المتوسط، وتعتبر هذه السلالة من أقدم السلالات انتشارا في القارة كما أنها أوسعها تأثيرا حيث ينتمي اليها معظم سكان جنوب القارة، كما تنتشر بعض صفاتها الجنسية بين سكان وسط وغرب القارة، وأهم صفات هذه السلالة المتوسطية القامة الرفيعة، والرأس الطويل، والأنف المستقيم، ولون البشرة البني الفاتح، والشعر المووج.